ما يعرف
عن الرغبات لدى الإنسان أن اشباعها عادة ما يكون ذا أثر سلبي إذا ما انصاع لها وانقاد نحوها, لكن ما سنناقشه هنا هو كيفية تلبية هذه الرغبات و التحكم فيها بشكل يضمن فائدتها
و أثرها الإيجابي على هذا الإنسان...
الجزء الأول:
عادة عندما يتطرق عالم ما إلى دراسة
الكيان البشري فإنه يتخصص في إحدى المجالات فحسب, كدراسة جسم الإنسان و ما يداويه
أو دراسة العقل وكيفية التعامل معه و
تطويره في حين يذهب آخرون إلى الاهتمام بالجانب العقائدي من حياة
الإنسان وتبسيط القوانين الإلهية للناس و الاعتقاد بها في الحياة اليومية . أما ما
لم تهتم به أي من هذه الفئات من الدارسين هو العلاقة بينها وأن لكل من هذه العناصر
(الجسم-العقل-الروح) رغبات يتوجب تلبيتها و الأهم أن تكون بشكل منتظم كالأكل و
الشرب والتحصيل العلمي و التفكير و التدبر في الوجود و الذات الإلهية و هنا يحين
الوقت للشرح و التفصيل في كيفية تلبية الرغبات البشرية و تنظيمها و التحكم بها, على نحو يجعل منها ذات أثار إيجابية ومتناسقة و مكملة كل منها
للآخر ليعيش الإنسان حياة مستقرة و متوازنة وينعم بالصفاء و الارتياح الذي لطالما
سعى إليه.
أولاً : الجسم ككيان بيولوجي
كمصدر للطاقة يستخدم الإنسان الأكل و الشرب
في حين أنهم رغبات بيولوجية لا يكمن للجسم
أن يعيش بدونها إضافة إلى القيام بالنشاطات البدنية و الاستراحة و حتى النوم و
الرغبات الجنسية كلها تعد رغبات يجب تلبيتها, لكن الأهم من ذلك هو إشباعها بشكل
منظم, كأن يحدد الإنسان وقتاً معيناً للأكل والنوم و ألاَ يخل أبداً بهذا التنظيم
. دون أن لا ننسى أيضا النشاطات البدنية و الاستراحات فهي بدورها حاجات بيولوجية
فالجسم البشري يحتاج للحركة للنمو كما يحتاج للراحة أيضا.ً
أما عن تنظيم هذه الحاجيات فكسالف الذكر يكون بتنظيم أوقات استقبال الطاقة و استهلاكها ومن ثم استرجاعها من جديد و المقصود بهذا الترتيب هو الأكل و من ثمة العمل و بذل الجهد من ثمة الراحة , ما يجعل جسم الإنسان أكثر توازناً و استقراراً و ذلك راجع إلى توازن الساعة البيولوجية فبتنظيمها تنتظم حياة الإنسان ككيان و بنية بيولوجية, يدخل ضمن الساعة البيولوجية أيضاً الرغبات الجنسية و التي تطلب هي الأخرى تلبيتها لكن يجب أن يكون ذلك بشكل منظم , قانوني و متحكم به .
أما عن تنظيم هذه الحاجيات فكسالف الذكر يكون بتنظيم أوقات استقبال الطاقة و استهلاكها ومن ثم استرجاعها من جديد و المقصود بهذا الترتيب هو الأكل و من ثمة العمل و بذل الجهد من ثمة الراحة , ما يجعل جسم الإنسان أكثر توازناً و استقراراً و ذلك راجع إلى توازن الساعة البيولوجية فبتنظيمها تنتظم حياة الإنسان ككيان و بنية بيولوجية, يدخل ضمن الساعة البيولوجية أيضاً الرغبات الجنسية و التي تطلب هي الأخرى تلبيتها لكن يجب أن يكون ذلك بشكل منظم , قانوني و متحكم به .
كدليل على ذلك فإن الإنسان المرهق يشعر بتحسن
عندما يأخذ قسطاً من الراحة, وسيزداد شعوره بالارتياح كلما زاد في تحقيق رغباته
كأن يأخذ لمجه صغيرة أو كأسا من الماء و هكذا دواليك, أما تنظيمه فببساطة لو أن
شخصا ما معتادا على النوم باكرا و في إحدى الليالي ينام بعد ذلك الوقت .أو شخص آخر
معتاد على الغداء ما بين الساعة11 إلى الساعة 12 و يأخذ غداءه بعد ذلك الوقت بـ: 3
إلى 4 ساعات من وقته المعتاد فإن جسم كل منهما سيشعر بخلل ؛ فأعراض النوم الغير
منتظم كثيرة و أعراض الوجبات الغير منتظمة أكثر, أيضا تنظيم
أوقات العمل و بذل الجهد فيجب على الإنسان أن تنظيم أوقاته في ما يخص أوقات العمل
و الاستراحة . فلنأخذ عل سبيل المثال أيضاً عامل معتاد على العمل (عمل بدني) صباحا
و فجأة يغير وقت عمله إلى المساء , فإنه سيشعر ببعض المشاكل العضلية كالتشنجات و التصلب
و لن تتوقف هاته الآلام إلا بعد فترة طويلة إلى أن يعتاد الجسم على ذلك.
للرغبات الجنسية أيضا نصيبها كحاجة بيولوجية
فكما هو واجب تلبيتها و إشباعها من الواجب أيضا تنظيمها و التحكم بها و كدليل على
ذلك ؛ أن أغلب الأشخاص المتزوجين يشعرون براحة نفسية و رضا دائم على مستوى الجسم ,
لأنهم حققوا لأجسامهم أغلب احتياجاتها و على رأسها الجنسية و الأهم من ذلك أن
حياتهم أصبحت أكثر تنظيماً .
إذا فلكل طالب رغبة الحق في تلبيتها لكن من
الواجب أن تكون بشكل منظم , و الجسم المتوازن أيضا يؤثر على العقل بإيجابية فتجعله
أكثر حكمة وتزيد في قابليته في التحصيل لأن الجسم في حالة راحة و توازن مما يؤثر
أيضا على باقي الأعضاء في الجسم . لذلك نجد في الإسلام وبالتحديد في القرآن الكريم
ما يدعو إلى تنظيم المأكل و المشرب والدعوة إلى الرياضة و العمل و الزواج لتحصين
الفرد و تنظيم رغباته بشكل مشروع و قانوني .و في الدين الإسلامي أيضا نجد الدعوة
إلى الصيام , مما يدعوا إلى تنظيم الرغبات الجسمانية للإنسان و بالتحديد الأكل و
الشرب و الرغبة فهو بمثابة إعادة تهيئة لجسم الإنسان ولو لمدة شهر .
يتبع......
أرجوا من كل قرأ هذا المقال إبداء رأيه سواء كان اقتراحا, أو نقداً ...
للمراسلة (laggoun.abdelhai@gmail.com)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق