عناوين ذات صلة

Languages

EnglishFrenchGermanSpainItalianDutchRussianPortugueseArabic

2012/05/11

الرغبات و تلبيتها .هل يمكن أن تكون مفيدة ؟




       ما يعرف عن الرغبات لدى الإنسان أن اشباعها عادة ما يكون ذا أثر سلبي إذا ما انصاع لها  وانقاد نحوها, لكن ما سنناقشه هنا هو كيفية تلبية هذه الرغبات و التحكم فيها بشكل يضمن فائدتها و أثرها الإيجابي على هذا الإنسان...
                                                 
 الجزء الأول:
          عادة عندما يتطرق عالم ما إلى دراسة الكيان البشري فإنه يتخصص في إحدى المجالات فحسب, كدراسة جسم الإنسان و ما يداويه أو دراسة العقل وكيفية التعامل معه  و تطويره  في حين يذهب  آخرون إلى الاهتمام بالجانب العقائدي من حياة الإنسان وتبسيط القوانين الإلهية للناس و الاعتقاد بها في الحياة اليومية . أما ما لم تهتم به أي من هذه الفئات من الدارسين هو  العلاقة بينها وأن لكل من هذه العناصر (الجسم-العقل-الروح) رغبات يتوجب تلبيتها و الأهم أن تكون بشكل منتظم كالأكل و الشرب والتحصيل العلمي و التفكير و التدبر في الوجود و الذات الإلهية و هنا يحين الوقت للشرح و التفصيل في كيفية تلبية الرغبات البشرية  و تنظيمها و التحكم بها, على نحو يجعل منها  ذات أثار إيجابية ومتناسقة و مكملة كل منها للآخر ليعيش الإنسان حياة مستقرة و متوازنة وينعم بالصفاء و الارتياح الذي لطالما سعى إليه. 
أولاً : الجسم ككيان بيولوجي 

         كمصدر للطاقة يستخدم الإنسان الأكل و الشرب في حين أنهم  رغبات بيولوجية لا يكمن للجسم أن يعيش بدونها إضافة إلى القيام بالنشاطات البدنية و الاستراحة و حتى النوم و الرغبات الجنسية كلها تعد رغبات يجب تلبيتها, لكن الأهم من ذلك هو إشباعها بشكل منظم, كأن يحدد الإنسان وقتاً معيناً للأكل والنوم و ألاَ يخل أبداً بهذا التنظيم . دون أن لا ننسى أيضا النشاطات البدنية و الاستراحات فهي بدورها حاجات بيولوجية فالجسم البشري يحتاج للحركة للنمو كما يحتاج للراحة أيضا.ً 

 أما عن تنظيم هذه الحاجيات  فكسالف الذكر يكون بتنظيم أوقات استقبال الطاقة و استهلاكها ومن  ثم استرجاعها من جديد و المقصود بهذا الترتيب هو الأكل و من ثمة العمل و بذل الجهد من ثمة الراحة , ما يجعل جسم الإنسان أكثر توازناً و استقراراً  و ذلك راجع إلى توازن الساعة البيولوجية فبتنظيمها تنتظم حياة الإنسان ككيان و بنية بيولوجية, يدخل ضمن الساعة البيولوجية أيضاً الرغبات الجنسية و التي تطلب هي الأخرى تلبيتها لكن يجب أن يكون ذلك بشكل منظم , قانوني و متحكم به .
      كدليل على ذلك فإن الإنسان المرهق يشعر بتحسن عندما يأخذ قسطاً من الراحة, وسيزداد شعوره بالارتياح كلما زاد في تحقيق رغباته كأن يأخذ لمجه صغيرة أو كأسا من الماء و هكذا دواليك, أما تنظيمه فببساطة لو أن شخصا ما معتادا على النوم باكرا و في إحدى الليالي ينام بعد ذلك الوقت .أو شخص آخر معتاد على الغداء ما بين الساعة11 إلى الساعة 12 و يأخذ غداءه بعد ذلك الوقت بـ: 3 إلى 4 ساعات من وقته المعتاد فإن جسم كل منهما سيشعر بخلل ؛ فأعراض النوم الغير منتظم كثيرة و أعراض الوجبات الغير منتظمة أكثر, أيضا تنظيم أوقات العمل و بذل الجهد فيجب على الإنسان أن تنظيم أوقاته في ما يخص أوقات العمل و الاستراحة . فلنأخذ عل سبيل المثال أيضاً عامل معتاد على العمل (عمل بدني) صباحا و فجأة يغير وقت عمله إلى المساء , فإنه سيشعر ببعض المشاكل العضلية كالتشنجات و التصلب و لن تتوقف هاته الآلام إلا بعد فترة طويلة إلى أن يعتاد الجسم على ذلك.
       للرغبات الجنسية أيضا نصيبها كحاجة بيولوجية فكما هو واجب تلبيتها و إشباعها من الواجب أيضا تنظيمها و التحكم بها و كدليل على ذلك ؛ أن أغلب الأشخاص المتزوجين يشعرون براحة نفسية و رضا دائم على مستوى الجسم , لأنهم حققوا لأجسامهم أغلب احتياجاتها و على رأسها الجنسية و الأهم من ذلك أن حياتهم أصبحت أكثر تنظيماً .
      إذا فلكل طالب رغبة الحق في تلبيتها لكن من الواجب أن تكون بشكل منظم , و الجسم المتوازن أيضا يؤثر على العقل بإيجابية فتجعله أكثر حكمة وتزيد في قابليته في التحصيل لأن الجسم في حالة راحة و توازن مما يؤثر أيضا على باقي الأعضاء في الجسم . لذلك نجد في الإسلام وبالتحديد في القرآن الكريم ما يدعو إلى تنظيم المأكل و المشرب والدعوة إلى الرياضة و العمل و الزواج لتحصين الفرد و تنظيم رغباته بشكل مشروع و قانوني .و في الدين الإسلامي أيضا نجد الدعوة إلى الصيام , مما يدعوا إلى تنظيم الرغبات الجسمانية للإنسان و بالتحديد الأكل و الشرب و الرغبة فهو بمثابة إعادة تهيئة لجسم الإنسان  ولو لمدة شهر .
                                          يتبع......
  أرجوا من كل قرأ هذا المقال إبداء رأيه سواء كان اقتراحا, أو نقداً ...
                                               للمراسلة (laggoun.abdelhai@gmail.com)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق