عناوين ذات صلة

Languages

EnglishFrenchGermanSpainItalianDutchRussianPortugueseArabic

2012/12/17

البحـث عن المغامـرة في ديسـارو, ماليزيـا


شيفيا ناث

واحد من أهم أسباب حبي لماليزيا هو أنها لا تفتقر للشواطئ الرملية على طول سواحلها. أنت لا تحتاج لميزانية مرتفعة, أو الكثير من التخطيط المسبق, أو الكثير من الوقت لتتجه إلى الشواطئ و تعيد تجديد نشاطك على ضفاف المياه الزرقاء الجميلة. ديسارو, على الساحل الغربي لماليزيا, هى ملاذ شاطئي, تقع على بعد بضع ساعات فقط بالسيارة من سينغافورة و كوالا لمبور, في مقاطعة جوهور في شبه جزيرة ماليزيا.
في يوم صحو, قمنا نحن الأربعة بحزم أمتعتنا و التوجه إلى ماليزيا من سينغافورة, بدون خطط أو خرائط, و 72 ساعة بدون عمل, بدون توتر و بدون مواعيد نهائية. كانت الفكرة هى أن نذهب في مسار رحلة, تبدأ في جونونج لامباك قرب جوهور باهرو, لكن عندما وصلنا إلى جوهور باهرو, كانت الشمس تغرب بالفعل, و لم يبد أن الرحلة في الأدغال أمر عملي جدا.
كانت الرحلة تلقائية كما توقعنا لها أن تكون. ركبنا حافلة و بعض السيارات الأجرة, ثم قمنا بشق طريقنا إلى المنطقة الساحلية لديسارو, منتجع شاطئي مع بحار زرقاء صافية, رمال ضاربة إلى البياض, دروب في الأدغال, سرطانات بيضاء سريعة, تنانين كومودو و يراعات. لحسن الحظ, كانت رحلتنا في يوم عمل, و هو ما كان يعني أن تظهر ديسارو مؤشرات قليلة على الحضارة, و إلى حد كبير كان المكان كله لذواتنا السعيدة. كانت السماء مرصعة بالنجوم (و هو مشهد نادر في مدن جنوب شرق آسيا ساطعة الإضاءة) و كان القمر براقاً.
شواطئ زرقاء. صورة: شيفيا ناث.
كانت الأمور على أفضل ما يكون. الرياضات المائية لم تكن تعمل, و هو ما كان يعني أنه لا يوجد زلاجات مائية, و لا قوارب الكاياك و لا قوارب الموزة؛ و هو ما كان يعني أيضاً إنفاق نقود أقل, مما أتاح لنا أن نمد رحلتنا لليلة أخرى. أقمنا في شاليهات ديسارو هوليداى, و كان الشاليه الخاص بنا رقم 17 بعيداً عن الحضارة, في ركن بعيد, إلى ما وراء دغل تسكنه القرود و مستنقع به كائنات غريبة, و فوق ذلك كان مقابلاً للمياه الزرقاء. كان مكاناً بسيطاً و لكن ممتعاً, و كلما إحتجنا لذلك كان بإستطاعتنا أن نخرج من الشاليه لنسمع صوت أمواج البحر.
شاطئ ديسارو. صورة: سول سوب, فليكر (Flickr).
المنتجع الخاص بنا كان واحداً من المنتجعات القليلة على مسافة 22 كيلو متر من الشاطئ الرملي . و على عكس معظم المناطق الساحلية بطول سواحل ماليزيا الغربي, لم تكن هناك منتجعات مترفة, أو مقاهي فاخرة أو أى علامة على حياة الليل في ديسارو, و هو ما كان يعني أن الشاطئ كان نظيفاً للغاية و مخصص لنا حصرياً, و بدون دفع ثمن تملك مساحة كاملة من الساحل لبضعة أيام. عرفنا فيما بعد أن شاليهات ديسارو هوليداى تعود لعام 1974, و تعتبر أقدم منتجع في الجزيرة؛ كان بها بساطة ساحرة أحببناها.
ركن هادئ في ديسارو. صورة: سول سوب, فليكر (Flickr).
أفضل الطرق للوصول إلى ديسارو هى ركوب الحافلة من محطة حافلات جوهور باهرو إلى كوتا تينجي, و منها تتيسر سيارات الأجرة بسهولة. بدلاً من ذلك, يمكنك إستئجار سيارة أجرة مباشرة من جوهور باهرو إلى ديسارو بدون تكلفة كبيرة. عبارات الركاب من سينغافورة و جوهور باهرو تذرع الطريق جيئة و ذهاب أيضاً إلى ديسارو. معطم المنتجعات تغلق أبوابها خلال موسم الرياح الموسمية, و هو ما يوافق الشتاء في الهند (من نوفمبر إلى بدايات مارس), حيث الرياح و الأمطار تضرب الشاطئ و المد مرتفع في البحر على الدوام.
عشاق المياه يمكنهم أن يجربوا الغطس وسط الحياة البحرية المتنوعة في بحر الصين الجنوبي, و التوجه إلى داخل البحر على متن قارب موزة أو قارب كاياك, و ركوب الأمواج أثناء المد العالى, و التسابق مع المياه على زلاجة مائية. عاشقي الطبيعة يمكنهم الإلتفاف حول نهر سونجي ليبام للحاق بعرض مذهل لليراعات فوق نهر الدغل شديد السواد, أو القيادة حتى الشلال في كوتا تينجي, أو زيارة مزرعة نعام في الجوار.
ربما لا تتواجد ديسارو على أى من برامج رحلات السياحة إلى ماليزيا, و من هنا تنبع المغامرة الخاصة بها. إن كنت متوتراً, متعباً أو تشعر بالملل, احزم حقائبك, خطط لعطلة غير مخطط لها, و ارتدي حزام مقعدك؛ فمن الأكيد أنك ستجد المغامرة و الجمال في مساحة بكر من الرمال البيضاء و المياه الزرقاء.
إن كنت قد استمتعت بهذا المقال و تود اكتشاف المزيد عن السفر لماليزيا, من فضلك قم بزيارة  موقع ماليزيا للسياحة
_______________________
السيرة الذاتية للكاتبة
شيفيا ناث (الهند)
شيفيا هى فتاة هندية في العشرينات لديها ولع بخبرات السفر الفريدة. تم نشر مقالاتها في العديد من المنشورات الهندية و الدولية, و من ضمنها موقع هوفينجتون بوست, و موقع سي إن إن جو,و جريدة  تايمز أوف إنديا و جريدة هيندو. و تدون في الشهاب (The Shooting Star ) و تغرد في @shivya , و يمكن التواصل معها عبرshivyanath@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق